مكان الذاكرة في الدماغ
الذاكرة :
الذاكرة هي قدرةٌ من قدرات الدماغ العديدة، تخزّن المعلومات وتحفظها فيه، وتسترجعها وقت احتياجها، وهناك أكثر من تصنيفٍ للذاكرة، وتعتمد جميعها على المدّة، والطبيعة، والاسترجاع للحالة الشعوريّّة، وهذه التصنيفات هي: الذاكرة القصيرة جداً، والذاكرة القصيرة، والذاكرة الطويلة .
مناطق الذاكرة في المخ :
الفص الصدغ ي من قشرة المخ :
تبينّ كثيرٌ من الدراسات أنّ الذاكرة موجودةٌ في الفصّ الصدغيّ من قشرة المخّ، وفي الأجسام الحلميةّ في المهاد والجهاز الطرفيّ، ولك نّ المعلومات تخُزّن في المناطق التي تذهب إليها، فمثلاً تدُرك الصور في القشرة البصريةّ من المخّ، ولهذا تخُزّن فيها، ويُدرَك الصوت في القشرة السمعيةّ، ويُخزّن فيها، وهناك الذاكرة المركّبة من البصرية والسمعية والتذوقية واللمسية، حيث تخزّن كلّ مكوّنٍ من مكوّناتها في المنطقة التي يذهب إليها.
الفص الأمام ي الجبهي من المخ :
تعُدّ منطقة الفص الجبهي الأمامي من مخّ الإنسان فعالةً جداً ومتطوّرة، ولهذا يختلف البشر عن الحيوانات في امتلاكهم جبهةً عاليةً تأخذ شكلاً عمودياً، تخُزّن المعلومات فيها، على عكس القردة مثلاً والتي تمتلك جبهةً منحسرةً صغيرةً، وهي مكانٌ للذاكرة قصيرة الأم د.
الحصين :
تحُوّل المعلومات من الذاكرة قصيرة الأمد إلى الذاكرة طويلة الأمد من خلال الحصين
(Hippokampos)، وهو جزءٌ من الدماغ على شكل الذيل المنحني لحصان البحر، ولهذا سمُّي بالحصين، ويوجد في الفص الصدغيّ، وتتلاقى فيه المعلمومات كلهّا التي ترُجمت في الباحات الحسيّّة في القشرة المخيّّة، وهي: الباحات البصرية، والسمعية، والحسية، وغيرها، ويرسلها بعدها من جديدٍ إلى الباحات الحسيةّ التي جاءت منها، وبهذا يكون مركزاً لتصنيف المعلومات الحسيّّة، ومقارنتها مع المخزّنة فيه.
لا يعُدّ الحصين مكاناً للذاكرة مثلما هي القشرة المخيةّ، على الرغم من بنيته الضروريةّ لعمل الذاكرة طويلة الأمد؛ وذلك لأنّ الحصين يحفّز الذاكرة طويلة الأمد، بينما توجد مسارات الذاكرة الفعلية مشفرةً في أماكن مختلفةٍ من القشرة المخية.
أهمية الأحماض النوو ية للذاكرة الأحماض النووية :
لها دورٌ كبيرٌ فيه عمليةّ التذكّر، وخصوصاً الحمض النوويّ الرايبوز يّ(RNA) ، فمن المعلوم أنّ في الخلية حمضين نووييّن، هما: (RNA)، و(DNA) الموجود داخل نواة الخلية، وهو الحامل للجينات الوراثية، ولا يخرج من النواة نهائياً، أمّا الحمض النووي الرايبوزي فله حركةٌ خارج النواة في السيتوبلازم؛ ليتحكّم بنشاط الخلية، ووظيفة الذاكرة، ودعمت ثلاث دراساتٍ مختلفةٍ مقولة أنّ الأحماض النوويةّ تؤثر في الذاكرة، ومن هذه الدراسات ما أجُرِي على حيواناتٍ عُلِمّت على استجاباتٍ معينةٍ، ثمّ حقنت بمادةٍ تثبّط حمض(RNA) ، بعدها فقدت هذه الحيوانات الاستجابة.
بقلم: رهام ابو وردة
No Comments