أنواع الذاكرة
الذاكرة البشرية:
هي إحدى العمليّات العقلية، وهي تختصّ بتسجيل الخبرات البشرية المختلفة وحفظها واسترجاعها أو استرجاع أجزاء منها عند الحاجة. تختلف الذاكرة البشريّة عن الإلكترونية من حيث الإمكانيات وطبيعة العمل؛ حيث إنّ الذاكرة البشريّة تفوق التوقّعات بشكل كبير في حالة التهيئة المناسبة، بينما تعمل ذاكرة الحواسيب وفق أنظمة محددة مسبقاً. حَظيت الذاكرة باهتمام الباحثين في مجالات علم النفس والأعصاب والتربويين نظراً للأهميّة التي تُمثّلها تلك العملية في التطوّر البشري ومحاولة إمكانية توظيفها. ترتبط الذاكرة البشريّة بثلاث عمليات أساسية وهي: الترميز، والتخزين، والاسترجاع، أمّا الترميز فهو إعطاء المعاني للمثيرات والخبرات الحسية الجديدة، لإيصال تلك الخبرات إلى الذاكرة طويلة المدى، والتخزين هو الاحتفاظ بالمعلومة، والاسترجاع هو استدعاء المعلومات أو الخبرات المخزنة سابقاً.
أنواع الذاكرة :
الذاكرة الحسية هي أوّل أنواع الذاكرة البشرية وأكثرها عملاً؛ حيث تستقبل المدخلات الخارجية والمثيرات بكافة أنواعها، وتستقبل تلك المثيرات عبر الحواس الخمس، وتتميّز بكونها غير محدودة وقادرة على التمييز بدقة بين المعلومات التي تصل إليها، وبسرعة فائقة؛ بحيث يستطيع المخ تكوين صورة شاملة عن المكان والزمان الذي تعمل فيه الذاكرة، ولكن يتمّ تخزين المعلومات في تلك الذاكرة في صورة حسيّة فقط، ولا يتم الاحتفاظ بها لأكثر من خمسة ثوانٍ.
قصيرة المدى تعرف الذاكرة قصيرة المدى على أنها الذاكرة العاملة؛ لأنّها تحتوي على المعلومات النشطة التي يفكر فيها الإنسان، وهي المرحلة الثانية في عملية تخزين المعلومات، وتعتبر نوعاً آخر من التذكر، لأنها تستقبل المعلومات ذات الأهمية عن طريق الحواس وتحتفظ بها بشكل مؤقت للتعامل معها، وتخزين المعلومات في الذاكرة المتوسطة يكون إدراكيّاً سواءً في حالة بصرية أو لفظية، وسعة تخزين ذلك النوع من الذاكرة للمعلومات محدود؛ بحيث لا يمكن للإنسان التفكير في أكثر من تسعة أشياء في الوقت ذاته، بما يُفسّر احتفاظها بالمعلومات بصورة مؤقتة للسماح باستقبال معلومات جديدة.
طويلة المدى هي تمثل المفهوم العام للذاكرة؛ حيث إنّها الذاكرة المسؤولة عن تجميع خبرات الفرد التي يكتسبها طوال حياته، وتنقل إليها المعلومات التي تستقبلها كلٌّ من الذاكرة الحسية والمتوسطة، وتعمل الذاكرة طويلة المدى على تفسير تلك المعلومات وإعطائها معاني لربطها بغيرها، بعد عمليّة تحليل وتنظيم لتلك المعلومات، بما يعني قدرة تلك الذاكرة على استدعاء جميع المواقف المشابهة لإحدى الخبرات، والتي تمّ تخزينها لعشرات السنوات، ورغم ذلك فإنّه يُمكن فقدان بعض المعلومات التي خُزّنت في تلك الذاكرة، ولكن ليس إزالتها؛ حيث إنّ تخزين تلك الذاكرة للمعلومات لا نهائي من حيث السعة ووقت التخزين، إلّا أنّ تنظيم الذاكرة للمعلومات من حيث الأهمية قد يطمس بعضها للسماح باستدعاء معلومات أكثر أهمية.
بقلم: ليلى العاجيب
No Comments