طرق تقوية الذاكرة عند الأطفال
على الرغم من وجود مراحل مجهولة في الذاكرة، خاصة في أول سنتين من حياة الطفل، لكنَّ الأحداث التي تجري من حوله تؤثر في شخصيته دون أن يتذكرها، بل أنَّ بعض الدراسات تشير إلى تأثيرات المحيط على الطفل أثناء الحمل.
تتصل قوة الذاكرة بعوامل عديدة، منها ما هو وراثي، ومنها ما يتعلق بطريقة تلقي المعلومات، إضافة إلى وجود عناصر غذائية معينة تساعد على تقوية الذاكرة.
لكن ذاكرة الأطفال تعتبر قوية عموماً، لأن دماغ الأطفال ما زال ينمو، كما أنَّ قدرة الأطفال على الاحتفاظ بالمعلومات تفوق قدرة الكبار، فلماذا قد يعاني طفلك من ضعف الذاكرة؟ وما الطرق التي يمكن أن تساعده على التذكُّر؟.
كيف يستدل الأهل على ضعف الذاكرة عند الطفل؟
لا يشعر الأهل بأهمية الذاكرة عند أطفالهم قبل أن تبدأ مرحلة التعليم، فغالباً ما يشكو الأهل من ضعف الذاكرة لدى الأطفال بعد دخول الحضانة أو المدرسة، وهذا خطأ كبير.
بل يجب عليهم تدريب ذاكرة الطفل وتحفيزها مع بداية النطق، كما يجب مراعاة الفرق في طريقة التفكير بين الراشد والطفل.
فغالباً ما تكون المشكلة مرتبطة بأسلوب التعليم الذي يتلقاه الطفل أكثر من ارتباطها بالذاكرة بيولوجياً، فقد يعاني الطفل من فرط النشاط، وقلة التركيز بسبب انشغاله بأمور أخرى، غير المعلومات التي يحاول المدرسون أن يعطوه إياها.
لذلك فكروا جيداً قبل أن تجزموا أن الطفل يعاني من ضعف الذاكرة، كما يعاني الأهل من ضعف ذاكرة المراهقين، لكن غالباً ما يرجع هذا الضعف إلى أسباب غير بيولوجية.
ما هي الذاكرة؟
الذاكرة (Memory)؛ هي القدرة على استرجاع المعلومات، سواء كانت حسية (بصرية، سمعية….إلخ)، أم كانت مجردة (المفاهيم والأفكار…إلخ)، أم تجارب وخبرات.
وهناك مناطق خاصة في الدماغ لكل نوع من الذكريات، كما تشكِّل الحواس الخمس المصادر الرئيسة لنقل الذكريات إلى الدماغ، ولا يعتبر النسيان أمراً مستقلاً عن الذاكرة.
فالنسيان هو الإخفاق في استرجاع الذكريات، إما لعدم اكتمال المعلومة أو لقدمها، إضافة إلى رغبةٍ نفسيةٍ بنسيانها لارتباطها بأفكار أو أشخاص غير مفضلين.
كما أن هناك عوامل مؤثرة بمدى ثبات الذكرى أو المعلومة في مراكز التذكُّر، يستخدمها مصممو الإعلانات، للوصول إلى فعالية الإعلان، حيث يعتمدون على التكرار.
وتمييز الجمل بواسطة الألوان، إضافة إلى الربط بين المعلومة ومعلوماتٍ أخرى سابقة، إلى آخره من تقنيات الإعلان، التي تعتبر هي ذاتها تقنيات تعليم الأطفال الصحيحة.
فيما تنقسم الذاكرة إلى مرحلتين رئيسيتين، الأولى تتمثل بالذاكرة قصيرة الأمد، التي تمتد من الثواني الأولى للتعرف على المعلومة وحتى خمس دقائق.
والمرحلة الثانية، هي انتقال المعلومة أو الخبرة إلى الذاكرة طويلة الأمد، التي قد تستمر مدى الحياة.
أسباب ضعف الذاكرة عند الأطفال والمراهقين:
هناك سلسلة طويلة من المؤثرات التي تلعب دوراً في تذكُّر الطفل للمعلومات والأفكار، كما يجب التمييز بين المؤثرات الصحية التي تؤدي إلى ضعف بيولوجي في الذاكرة وبين المؤثرات النفسية.
حيث سنستعرض معاً أبرز الأسباب الفيزيائية والنفسية لنقص الذاكرة.
الأسباب الصحية والبيولوجية لضعف الذاكرة:
عند التعامل مع الذاكرة الضعيفة، يجب التأكد من عدم وجود أسباب صحية أو بيولوجية لهذا الضعف، لأن أساليب معالجة مشاكل الذاكرة تأتي من أسباب النسيان.
حيث لا يكفي التراجع الدراسي لافتراض ضعف الذاكرة، ومن أبرز الأسباب البيولوجية والصحية لضعف الذاكرة، وفق دراسة نشرها موقع (Pediatric Education):
– يعاني الأطفال المصابون بمتلازمة داون (المنغولية) من أعراض ضعف الذاكرة، التي يطلق عليها (Alzheimer’s-Type Memory Problems)، كذلك كلُّ الأمراض التي ينتج عنها فشل النمو، أو صعوبات التعلم والإدراك.
– التعرض لضربة على الرأس، من بين الأسباب التي قد تؤدي إلى ضعف الذاكرة، أو حتى فقدانها بشكل مؤقت.
– أغلب الأمراض المزمنة تؤثر سلباً على ذاكرة الأطفال والمراهقين، إما نتيجة المرض نفسه، أو نتيجة الأدوية، كحالات نقص فيتامين (B12)، أو نقص الصفيحات الدموية، إضافة إلى قصور الكلى، وأمراض الكبد، ونقص المناعة المكتسب (الإيدز)، كما يؤدي علاج الأورام السرطانية بالجرعات الكيميائية أو الإشعاعية إلى ضعف الذاكرة، كذلك نقص السكر في الدم، أو الأمراض العصبية.
– قلة النوم تؤدي إلى ضعف الذاكرة، كما يؤثر تعاطي المخدرات على ذاكرة المراهقين بشكل كبير.
– ومن حالات ضعف الذاكرة أيضاً، التعرض لعمل جراحي، إضافة إلى الاضطرابات الهرمونية، خاصة نقص إفراز الدرق، واضطرابات الغدد الصم، واضطراب الاستقلاب.
– أغلب الالتهابات تؤثر سلباً على صحة الذاكرة بشكل مرحلي أو مزمن، كما يؤثر نقص التغذية على قوة الذاكرة، خاصة نقص الصوديوم والفيتامينات.
– يضاف إلى ذلك ارتجاج المخ، أو التسمم بالرصاص، أو تعاطي الأدوية المهدئة.
– إذا كانت أعراض ضعف الذاكرة أكثر من الحد الطبيعي، واستمرت لفترة زمنية طويلة نسبياً، يجب مراجعة الطبيب المختص بشكل فوري، للتأكد من السلامة الجسدية لأطفالكم.
التعرض للمجالات الكهرومغناطيسية يضعف ذاكرة الأطفال وقدرتهم على التعلم:
تشير دراسة نشرها موقع (Earth Calm) إلى أنَّ تعرض الأطفال للموجات الكهرومغناطيسية التي تصدر عن أجهزة البث، مثل الهواتف النقالة، وأجهزة Wi-Fi، تؤثر سلباً على ذاكرة الأطفال.
وينصح المختصون بتجنيب الأطفال التعرض المباشر لهذه المجالات، التي تسبب لهم حساسية كهربائية (Electro Sensitivity)، تنتج عنها عدة أعراض أخرى.
مثل اضطرابات الشهية، واضطرابات النوم، فضلاً عن المشكلات النفسية التي تنتج عن الاستخدام المفرط للتكنولوجيا، واستخدام الأطفال للهواتف الذكية.
لا يعتبر نقص الذاكرة أمراً بيولوجياً بحتاً بل هناك عوامل ذاتية:
هناك مجموعة من العوامل النفسية التي تؤثر على عملية الاحتفاظ بالذكريات واسترجاعها، منها ما يعتبر عوامل عرضية مثل تشتت الانتباه، ومنها ما يشكل عوامل مرضيَّة مثل الاكتئاب، وأبرز هذه العوامل:
– الضغط، حيث يعتبر الضغط النفسي، والتوتر في الحياة اليومية من بين أسباب تشتت الانتباه، وضعف القدرة على الاحتفاظ بالمعلومات.
– الاكتئاب أيضاً من بين الأسباب التي تسبب ضعف الذاكرة، كذلك الانطواء، أو الحزن الشديد.
الخوف عند الأطفال يؤدي إلى عدم الاحتفاظ بالمعلومات، لذلك يشكِّل الصراخ أثناء تعليم الأطفال، عائقاً كبيراً يحول دون وصول المعلومة إلى الأطفال، كما يجعل الطفل ينسى المعلومات لارتباطها بذكرى سيئة.
– الصدمات النفسية، واضطرابات ما بعد الصدمة تضعف من قدرة الذاكرة على الاحتفاظ بالذكريات، واسترجاعها.
– عدم حصول الطفل على القدر الكافي من اللعب، والمتعة، سيجعل تفكيره مرتبطاً باللعب أكثر من تركيزه على الدروس والواجبات، لذلك يعتبر تشتت الانتباه لمثل هذه الأسباب، مساهماً في ضعف الذاكرة.
أبرز الطرق التي تساعد طفلك على تقوية ذاكرته:
إذا لم يكن الأطفال يعانون من أي مشاكل صحية تحتاج إلى علاجٍ تخصصي، فمن الممكن أن تساعدوا أطفالكم على تقوية ذاكرتهم من خلال اتباع بعض الطرق في طرح المعلومات.
وأخذ العلم ببعض النصائح والإرشادات المهمة في هذا المجال، لنتعرف عليها معاً.
التعليم الممتع يقوي الذاكرة:
تؤكد الدكتورة (Judy Willis) في مقالة لها نشرها موقع (Psychology Today)، أن الضغط النفسي الذي قد يتعرض له الطفل أثناء التعليم يمنع تثبيت المعلومات في الذاكرة.
ويمنع تتبع المعلومات حتى وصوله إلى قشرة الفص الجبهي المسؤولة عن تخزين الذاكرة طويلة الأمد، لذلك ينصح باستخدام طرق التعليم الممتع، والنشط.
وذلك من خلال البحث عما يجذب انتباه الطفل، ودمجه بالمعلومات، إضافة إلى استخدام الوسائل الإيضاحية الممتعة والملونة.
كما يجب تعويد الطفل على المثيرات التعليمية منذ الصغر، لتعزيز قدرته على الانتباه، وذلك من خلال استخدام الفيديوهات التعليمية الترفيهية، والألعاب التعليمية، مثل مكعبات الحروف، أو البطاقات التي تتضمن أسماء الأشياء والحيوانات.
ربط المعلومات بمعلومات سابقة يساعد الطفل على التذكر:
يحتفظ الدماغ بالمعلومات في الذاكرة قصيرة الأمد، التي قد لا تمتد لأكثر من دقيقة واحدة، لذلك سيكون ربط المعلومة بذكرى سابقة أمراً مهماً في ترسيخ المعلومات الجديدة.
حيث يمكن الاستعانة بألوان الأثاث، ليحفظ الطفل أسماء الألوان، فهو يرى هذه الأشياء حوله دائماً.
كما يجب تذكير الطفل بالروابط بين المعلومات المدرسية بشكل دوري، لتشكل معاً، وحدة متجانسةً في ذاكرته، ويمكن أن يكون تكرار المعلومة أكثر متعةً من مجرد ترديدها على مسامعه.
بطرح الأمثلة خارج وقت الدراسة، فإذا كان الطفل يتعلم قواعد الحساب، من الممكن أن يأخذه والده معه لشراء حاجيات المنزل.
ومساعدته بالتأكد من صحة الفاتورة، وإذا كان يتعلم أصول الفيزياء في الصف الرابع مثلاُ، يمكن أن نلفت انتباهه إلى حركة عجلات السيارات أثناء الذهاب إلى الحديقة، ويمكن أن نذكره بحركة الأرجوحة وهو يلعب…إلخ.
مهارات التصور والتخيل تساعد على الاحتفاظ بالمعلومات:
في مقالة نشرها موقع منظمة (Understood)، تؤكد الكاتبة المتخصصة في تمكين الآباء (Amanda Morin)، أن عملية الذاكرة ترتبط بمهارات التصور عند الأطفال.
حيث يعتبر تشجيع الطفل، على تخيل ما يقرأه، أو يسمعه، من أبرز الطرق لمساعدته على تكوين الذكريات، فإذا كنت تشرح لأطفالك عن خط الاستواء، دعه يتخيل برتقالة مقسومة إلى نصفين، وخط الاستواء هو الذي يقسمها.
وهذا يختلف عن إحضار برتقالة ليراها؛ ففي الحالة الثانية، نعتمد على الذاكرة البصرية المتطورة عن ذاكرة القراءة أو السمع.
تبادل الأدوار والطفل المعلم:
المطلوب بكل بساطة، أن تطلب من طفل تعليمك، تعرف على الدروس التي أخذها اليوم، وحاول أن تطلب منه شرحها لك، لكن يجب أن تطلب منه ذلك بطريقة توحي له أنَّه سيعلمك حقاً.
كما يمكن أن تطلب منه تعليم أخيه الصغير، فخروج المعلومات بقصد التعليم، يثبِّت المعلومة في رأس الطفل، حتى البالغين، يقومون بشرح دروسهم لإخوتهم الأصغر سناً، ليتمكنوا من حفظها واستيعابها.
أثر الفهم على الحفظ عند الأطفال:
لا يستطيع الأطفال تذكر المعلومات التي لا يستوعبونها، وإن تذكروها اليوم بسبب التكرار، سينسونها غداً، لذلك يجب التأكد من استيعاب الطفل للمعلومة بشكل كامل.
وربطها بالمعلومات السابقة المتعلقة بها، ليتمكن الطفل من تخزينها بشكل صحيح، واسترجاعها عند الحاجة.
التبسيط والتقسيم يساعد الطفل على الاحتفاظ بالمعلومة:
تقسيم المعلومة، وتحويلها إلى خطوات متتالية يسهل عملية الفهم والحفظ عند الأطفال، كما يمكن أن يخصص الطفل دفتراً (كراسة) خاصة بالمعلومات السريعة، يسجل فيها بيده معلومة تعجبه.
وسيبدأ تحفيزه على ذلك، حتى يتعود، فتكون المرحلة الأولى أن يحصل على هذا الدفتر المميز بشكله كهدية بمناسبة عيد ميلاده مثلاً، مع قلم مميز، ثم يمكن أن تطلبوا منه تدوين المعلومات التي يراها مهمة في قصة ليلى والذئب.
وأثناء القصة، قولوا له “الذئب مكار ومخادع، هل أعجبتك هذه المعلومة.. دونها”، وأثناء مشاهدة برنامج تلفزيوني، أو فيلم كرتون عن الحيوانات.
قولوا له “انظر إلى الدب، صغير الدب اسمه ديسم، سجلها إن أعجبتك”، وخلال فترةٍ قياسية، سيبدأ بانتقاء المعلومات السريعة وتسجيلها، وسيقرأها على المدعون إلى العشاء.
وسيقرأها لوالده عندما يعود من العمل، ثم لن ينساها، وقد يشارك مع جورج قرداحي في من سيربح المليون!.
النوم والبيئة يؤثران على الذاكرة:
يجب أن يحظى أطفالكم بساعات النوم الكافية، ويجب أن يكون مكان النوم ذو تهوية جيدة، ومريحاً لهم، لأن النوم يؤثر على نشاط الطفل، كما أن الذاكرة تمارس عملها أثناء النوم.
لنقل المعلومات إلى مراكز الذاكرة، كيف ستشرح هذه المعلومة لطفلك!؟ كذلك البيئة المحيطة بالطفل أثناء تلقي المعلومة يجب أن تكون مريحة له، وبعيدة عن مصادر التشتت والإزعاج.
بعض الأغذية تحتوي على عناصر غذائية مهمة لتقوية الذاكرة:
يحبُّ الأطفال الطعام، لكن من المؤسف أن أغلب الأطعمة التي يحبونها ليست صحية، لذلك لا بد من تنظيم غذائهم، ليحصلوا على أقصى فائدة ممكنة، فما هي الأطعمة التي تساعدهم على تنشيط الذاكرة؟
أوميغا3 :
أوميجا ثري (omega-3)، هو حمض دهني غير مشبع، أجريت عليه العديد من الدراسات التي أثبتت قدرته على تعزيز القدرات العقلية للأطفال والبالغين.
حتى أن تناوله أثناء الحمل، يساعد في تنشيط أدمغة الأجنة، ومن بين مزاياه الكثيرة أنَّه يساعد على سهولة الاستيعاب وتنشيط الذاكرة، ويتوفر الأوميغا 3 في العديد من الأطعمة.
أبرزها زيت سمك السلمون، الذي يمكن شراؤه من الصيدلية لضمان جودته، إضافة إلى توفره في أغلب الأسماك، خاصة التونة (الطون) والسردين.
كما تحتوي بذور الكتان، ومشتقات الحليب، واللحوم، على نسب من هذه المادة.
اللوز البني غذاء عقلي ممتاز:
يحتوي اللوز على مجموعة كبيرة من العناصر الغذائية، أبرزها الفيتامينات (B6-E)، إضافة إلى المنغنيز والبروتين، كما يحتوي على نسبة من دهون أوميغا 3، وأوميغا 6.
وهو بذلك من بين الأغذية التي ستساعد طفلك على تنشيط مستويات الذاكرة لديه، إضافة إلى تعزيز قدرته الاستيعابية.
أغذية أخرى تساعد ذاكرة الأطفال:
إضافة إلى الأسماك الدهنية الغنية بدهون أوميغا 3، التي تعتبر أهم مصادر الغذاء المعزِّز لنشاط الدماغ، هناك العديد من الأغذية الأخرى التي يجب أن تكون ضمن سلة طفلكِ الغذائية، أبرزها البيض، وزبدة الفستق.
وخبز القمح الكامل، إضافة إلى الشوفان، وفول الصويا، والمكسرات كاللوز، والجوز، كذلك ستساعده الخضراوات الغنية بالألياف، مثل الفليفلة، والطماطم (البندورة)، إضافة إلى البصل الأحمر.
لمعلومات أكثر عن فوائد الأغذية، زوروا قسم الغذاء في موقع بابونج.
ختاماً… من خلال تطبيق طرق التعليم النشط، والعناية بنوم الأطفال وغذائهم، يمكن أن يتغلب الطفل على الكثير من صعوبات التعلم، والمشاكل الصحية والنفسية، كل ما يحتاجه طفلكم هو الكثير من العناية التي يستحقها.
بقلم: عامر العبود
No Comments