خطوات لتصبح من الاوائل على دفعتك
التفوق الدراسي لطالما كان شيئاً أبحث عنه ولا أجد له سبيل، فكحال العديد من الطلاب تعودت على أن ادرس في ليلة الامتحان، أنجح ثم انسى كل ما درسته وتعلمته، فالغاية هي أن احصل على المعرفة بشكل مؤقت لكي انجح في المقرر، وثم انسى (لأن الحياة النظرية تختلف عن الحياة العملية)، حسناً في العام 2013 بدأت بمشاهدة الفديوهات التحفيزية والتي أثرت فيني كثيراً (هذا ما جعلني أنشئ الموقع)، فأصبحت استمع لها يومياً، من دون ملل وقد ساعدتني كثيراً، ثم تحديت نفسي اني سأخرج من الجامعة بتفوق وبمعدل عالي رغم فشلي الذريع.
على كل حال، كنت قد وضعت هدفاً أن التفوق الدراسي مع الفهم الجيد للمادة يستحق حتماً التضحية بكل شيء في سبيل تحقيقه، فأصبحت لا اتصفح الانترنت بكثرة كالسابق، تخليت عن مشاهدة الافلام والمسلسلات، حتى أني تخليت عن مشاهدة مباريات فريقي المفضل، او حتى الخروج مع اصحابي الا في نهاية الاسبوع او بعض المناسبات.
وضعت خطة عمل مناسبة لأصل فيها الى ما أحب وأريد، وأنا أضمن لك أنك انت ايضاً ستصل ان حاولت جاهداً وكان هذا ايضاً هدفاً لك.
لماذا يجب علي أن ادرس شيئاً نظرياً ان كانت الحياة العملية مختلفة ؟
حسناً بعد التخرج ينظر الناس إليك غالباً بمعدل تحصيلك العلمي في الجامعة (أو المدرسة) – ومع ان هذا خطأ – لكن هذا هو الواقع، ضع نفسك امام المسؤول عن التعيين والتوظيف، فتشابه المقدمين على العمل في الخبرات (التي تكون قليلة بحكم سنوات الدراسة غالباً)، فبماذا يتم التفاضل بينهم ؟ بالمعدل .
ثم أن هذا المعدل سيتبعك مهما حييت. غالباً لا يوجد خوف من التخرج من الجامعة بشكل عام (او النجاح في دراستك الثانوية او الاعدادية).
لكن ان كنت ستدرس وتتعب وتذهب الى الامتحانات وتفهم وتحضر المحاضرات (المملة احيانا في الجامعة) فلماذا لا تتقن دراستك أيضاً؟ فالنجاح يبدأ بأن تتعب لتصل الى ما تريد، والتعب يعني ان تعطي 100٪ من قدرتك. تذكر فقط ان الدراسة والتفوق الدراسي ليس له علاقة بالذكاء ولكن له علاقة بالدافع الذي في داخلك، بالسبب الذي يدفعك لفعل ما تريد، مقدار التضحيات التي أنت مستعد ان تقوم بها للوصول الى هذا الهدف.
الخطوات العملية للوصول الى التفوق الدراسي في الجامعة ؟
1- الرغبة الملحة والشديدة للوصول الى التفوق: كالعادة مثل أي هدف تضعه أمام عينيك، يجب ان يكون لديك الصبر والتفاني والتضحية والرغبة الشديدة الملحة ” ضع اسبابك “، لا تفعلها لأجل احد بل افعلها لأجل نفسك، يقول ايريك توماس:” قف امام المراة وانظر في عيني نفسك واشهد امام نفسك انك ستفعل المستحيل وكل ما جهد مطلوب لتصل الى هذا الهدف “. ضع نفسك مسؤلاً امام نفسك.
2- التضحية بالاشياء التي تحبها حقاً للوصول الى ما تحب: هل ستستطيع التركيز في دراستك وانت تعلم ان مباراة فريقك المفضل منقولة على التلفاز (لن اكذب واقول أنى لم اتابع المباريات المرموقة ولكن لن تتجاوز المباراة في الشهر)، ولكن حينما يكون لدي امتحان صعب يحتاج الى الجهد (كنت اتركها).
3- علم أحداً ما تعرف (ولكن ليس في ليلة الامتحان أو قبله مباشرةً): ان كنت تريد ان تفهم المادة فهماً جيداً ولن تحتاج الى دراستها مرة أخرى في يوم الامتحان، درس أحداً ما تعرف، فعندما يقوم الانسان بشرح شيء الى انسان آخر، فانه يعلم نفسه الموضوع لمرة ثانية وثالثة ورابعة حتى يحفظه، وكما يقول زيج زيجلر بانك ان كنت تريد النجاح فعليك مساعدة الآخرين في الوصول الى النجاح.
4- النوم لعدد ساعات كافي جدا (خصوصا ما قبل الامتحان): كنت احاول ان اجعل نومي من الساعة ال 8 مساءاً وحتى الساعة 3 ونصف فجراً (فاذهب الى الجامعة بقمة النشاط والحيوية والثقة)، خصوصاً أنك ستتذكر جيداً ما قرأته في هذه الليلة ان كنت ستذهب بعدها الى الامتحان.
5- كثرة الدراسة وتنوع المراجع الدراسية: لا تكتفي بالمحاضرات التي يعطيها اليك الدكتور، فحتماً لن تاتي منها معظم الاسئلة، اذهب واسال الدكتور عن المراجع المتبعة في دراستك لهذه المادة، تذكر ان الدكتور انسان مشغول جداً، لن “يخترع” سؤالاً جديداً لامتحان جامعة. غالباً تتكرر الاسئلة من سنة الى اخرى (لذلك حاول ان تحل ما تستطيع من اسئلة السنين السابقة لنفس الدكتور). كما أن المراجع المختلف تضع امثلة مختلفة تمكنك من فهم الافكار المختلفة وبالتالي تستطيع ان تقول إنك تعلمت الموضوع 100٪.
ثم انك تستطيع ان تجد الحلول لهذه المراجع في الانترنت من خلال استخدام هذا الموقع يحتوي هذا الموقع على كافة الحلول مع المراجع (نصيحة ان لم تجد الكتاب في الموقع فلا تتعب نفسك في البحث لأنك لن تجده أبداً)
6- استخدم نظام كورنيل في اخذ الملاحظات: بعد ان تقوم بقراءة شيء ما، استخدم نموذج كورنيل في تدوين الملاحظات وهو نموذج رائع ” راسلني في حالة واجهتك مشكلة في فهم الطريقة المثلى لاستخدامه”.
ببساطة ستقوم بكتابة المواد كما تكتب في دفترك العادي (ان كانت حلاً لمسألة معقدة، او تعريف او شرحاً عن شيء ما) ثم بعد ذلك تقوم بتلخيص ما كتبت عنه في هذه الفقرة باسلوبك الخاص وهذا مهم جداً للتأكد من أنك فهمت المادة فهماً جيداً، ثم ان الذي تكتبه باسلوبك الخاص يكون أسهل عليك تذكره، في الحاشية من ملاحظاتك تقوم بكتابة اسئلة عن المكتوب في فقرة الملاحظات.
مثلاً حينما يكون هناك ملاحظات عن نظام مادة مثل الكيمياء ستلخص ما قمت به في هذه الصفحة فقط، وستكون الأسئلة عن التعريفات او المعادلات او الغاية من التجربة وهكذا…
7- استخدم الموسيقى (أو الاغاني): حسناً، بعض الناس يحب الدراسة وهو لا يستمع الى أي شيء ولكن ان استمعت الى أغنية واحدة فقط مع التكرار الدائم، فبعد مرور القليل من الوقت لن تسمعها ! صدقني، هناك بعض الاغاني التي تنقل الانسان الى عالم آخر.
8- نظم وقتك الدراسي: غالباً المشكلة الكبرى في الدراسة هي تنظيم الوقت لذلك تعلم ان تراقب نفسك “كم من الوقت تحتاج لدراسة هذا الفصل” ثم كم من الوقت ستحتاج لمراجعته ؟ قم بتدوين هذا الرقم كمرجع (او كم صفحة تستطيع ان تفهم في ساعة) ثم قس على هذا الرقم في تقدير الوقت الذي ستحتاجه في دراسة هذا الفصل، هذا الرقم تخميني وقد يختلف من يوم الى آخر او مادة الى اخرى ولكنه مفيد في التقدير.
ثم حدد كم ساعة بعد الاستيقاظ ستحب ان تقرأ، انا مثلاً كنت لا استطيع ان ابداً الدراسة قبل ٤ ساعات ونص من موعد استيقاظي ؟ فماذا عنك ؟ هل تعرف عن نفسك ذلك ؟
9- استخدم مبدأPomodoro : يقوم المبدأ على الدراسة لمدة 25 دقيقة متواصلة دون انقطاع (وضع الهاتف على وضع الصامت)، فصل شبكة الواي فاي ابعاد الهاتف، اغلق الباب، لا تدع أحداً يقاطعك في هذه ال 25 دقيقة، حتى افكارك راقبها، ان كام أي شيء بمقاطعتك كفكرة مثلاً دونها على ورقة جانبية لتقول لعقلك (لن أنسي ذلك فلقد دونتها). آخر الابحاث اشارت الى ان أكثر الناس انتاجية يعملون لمدة 57 دقيقة ويرتاحون لمدة 17 دقيقة، على اي حال 25 دقيقة من دون انقاطع مع تركيز 100٪ بداية جيدة جداً، وستزداد مع مرور الوقت، تفضيلي الشخصي هو 40 دقيقة مع 20 او 15 دقيقة راحة.
لماذا الدراسة بشكل متطقع أفضل من قضاء ساعات في الدراسة ؟
في بداية الجلسة الدراسية تكون متحمس للدراسة فيكون تركيزك في القمة، ثم يبدأ بالنزول حتى يصل الى درجة قليلة جداً ثم يحدث ان تقول لنفسك مثلاً: “سأنهي هذه الصفحة وأقوم لأرتاح قليلاً، فتتنشط من جديد لأنك تريد أن تنهي دراستك باسرع وقت ممكن”، فالافضل هو ان تحاول دائماً ان تجعل فترة دراستك أقصر لجعل المادة الضائعة بسبب قلة الانتباه أقل وبالتالي تصبح دراستك للمادة أكثر كفاءة.
10- التكرار والمراجعة: هذه النقطة بالذات مهمة جداً، لم أكن أفهم لماذا كان الناس ينصحونني دائماً بدراسة المواد في كل يوم فانا استطيع أن اتذكر ما قاله الدكتور في اليوم السابق والذي سبقه أيضاً فان كنت قد فهمته وتعلمته فلماذا علي دراسته، لأن المعلومات تبقى في الذهن لمدة 24 ساعة غالباً فان قرأتها في هذه الفترة ستستطيع أن تجعلها ترسخ أكثر وتتحول الى ذاكرة طويلة الأمد أكثر.
11- كون عادة الدراسة لديك: كيف يتم ذلك؟ في مقال سابق كنت قد تحدثت عن تكوين العادات عند الانسان، ببساطة يتم ذلك بأن تجعل (دليل و فعل وجائزة) بمعنى مثلاً ان تستمع للاغنية التي تحبها دائما حينما تذاكر، فيتنبه عقلك الى انك ستبداً بالدراسة فيبدأ بالتركيز أكثر، او قم بشراء ضوء مكتبي تشغله فقط عند دراستك (بمعنى ان هذا الضوء سيبقى مشتعلاً طالما انت تدرس وتطفأه حالما تتوقف عن الدراسة)، سيبدأ عقلك بالربط بين الضوء والتركيز في دراستك
12- جرب الدراسة في بيئات مختلفة: أخيراً جرب ان تدرس في كافتيريا هادئة (مع بعض الاغاني الهادئة جداً) وراقب كيف ستسير الامور معك، او حاول ان تدرس في مكتبة عامة او المكتبة الجامعية، فنحن نميل الى فعل الشيء بحافز أكبر ان شاهدنا عددا من الناس يفعلون نفس الشيء، أو جرب الدراسة مع شخص آخر ولكن انتبه، يجب ان يكون هذا الشخص مواز لك في فهمك أو أكثر منك، لديه نفس الحافز والشعور بالمسؤولية، لا يريد اضاعة الوقت، وان شعرت وانه يؤخرك في الدراسة او انكما لا تدرسان بشكل جدي، توقف.
No Comments