كيف أذاكر بسرعة

جميع العظماء كانوا طلاب في جامعات ومدارس وقد عاشوا في ظروف صعبة ومنهم من كانت ظروفهم مستحيلة وأصبحوا ما هم عليهِ الآن، فلكي تكون أخي وأختي من هؤلاء الأشخاص يجب أن تطبّقي مفهوم المذاكرة (الدراسة)، فالأمور في البداية تكون صغيرة جدّاً لكي تصبح مع الأيّام منهجيّة حياة وكان وراء سرّ ذلك النجاح هو الاجتهاد والمثابرة أكثر من الآخرين وليس دراسة أطول من الآخرين، فقد تجد من الأشخاص يتعب وهو يدر ولكن لا يحقّق سوى القليل والآخر يتعب سوى ساعات في اليوم وينجز الكثير، ففكرة الدراسة تنبع من المرء نفسهُ وماذا يريد أن يكون بعد ذلك أو ماذا يريد أن يحقّق، فلكي تنجح في دراستك يجب أن تذاكر وتسهر أيّام وليالي لتحقيق ذلك. وفيما يلي أهم الارشادات لكيفية المذاكرة بطريقة فعالة:

1- الإخلاص: كلمة تندرج تحتها مفاهيم الحياة العظيمة، فالنيّة أهمّ من العمل نفسهُ، فإذا الله تعالى لا يقبل العمل إذا كانت النيّة غير خالصةٍ له، فما بالك بالدراسة التي تدرسها وحتّى اقرّب لك المفهوم الإخلاص لا ينبع سوى من القلب وبالتحديد منطقة الحب، فالحب إذا إجتمع مع دراستك فتأكّد أنّكَ ستجد نفسك مع الأيّام قد فهمت أمور كثيرة أحببتها، فالشخص وهو يدرس من أجل حبّهِ للدراسة التي يدرسها وقد وجد ما يحبّها فيها يختلف عن ذلك الشخص الذي يبحث فقط على أن ينجز المادّة لكي يحصل على علامة فيها.

2-جد الوقت المناسب للدراسة: تختلف مزاجيّة شخص لآخر في الوقت الذي يحبّ أن يدرسَ فيهِ ، ولكن هناك أوقات يكون العقل فيها صافي كالليل ، والليل هو النجاح بنظري لأنّ المفكّرين والمبدعين والناجحين في حياتهم هم أولئكَ الذين يسهرون ، فالساعة بالليل مع أجواء هادئة ولا يوجد فيها إزعاج تعطي المجال للإنسان بأن يتعمّق في الدراسة والتحليل ، وأفضل وقت يكون فيها الدراسة من أجمل ما يكون هي بعد صلاة الفجر ، فلو درست ساعتين في كلّ يوم بعد صلاة الفجر الى الساعة 7 الصباح ومن ثمّ ذهبت الى الجامعة أو المدرسة فأنتَ قد أنجزتَ أكثر من ذلك الشخص الذي كان يجلس لساعات طويلة للدراسة ، فالوقت المناسب هو الذي يحدّد سرعة الفهم والإنجاز .

3- لا تصاحب أيّ شخص: العقل بطبيعتهِ يتأثّر بالعقول التي حولهُ ، فعندما تخالط أناس كبيرة في عقولها وتفكيرها تجعلكَ أكثر حماساَ ممّا يتيح فرصة إندراج عقلك فيما بينهم لكي يتاثّر، فالعقول الكبيرة تجدها دائماً تسأل وتناقش فتختلط فيها الأفكار، فالمعلومة قد تصل اليك وأنتَ تناقش في صديقك على مسألة معيّنة فمنها تراجع ملعوماتك ومنها أخذت أفكار جديدة فهي تقلّل من دراسة الساعات الطويلة، لأنّ المعلومة التي تريد أن تصل إليها قد تحتاج الى ساعات ولكن بعد تكلّمتَ مع صديقك قد وصلت إليكَ بمناقشة واحد ، فلات تصاحب أيّ أحد وكن حريص على اختيار أصدقائك

4- لا تأكل أيّ طعام: الطعام قد تجدهُ أمر تافه ولكن لا تعوّد نفسك أن تأكل أيّ شيء وليس من باب التكبّر ولكن من باب الحفاظ على صحّة الجسم والعقل، فالمرء إن كان حريص على طعامهِ ومشربهِ فهو أيضاً حريص على حياتهِ وأيضاً حريص على دراستهِ لأنّها ستصبح باب رزقهِ وعملهِ وإبداعهِ.

5- لا تتكلّم أيّ كلام: حتّى لا يفقد الإنسان تركيزهُ وحماسهُ فلا يجب عليهِ أن يتكلّم أيّ كلام، نعم هذا يؤثّر على تقليل أوقات الدراسة، ولكي أثبت ذلك تخيّل شخص عندما يجلس مع أصحابهِ في الجامعة وفي نفس التخصّص وهم يتكلّمون بشكل مستمر عن الدراسة وعن المواد وما الى ذلك تجد نفسك قد كسبت معلومات وأصبحتَ فنان في توصيل الأفكار والمناقشة والتحليل، وتخيّل شخص لا يتكلّم سوى عن أمور تافهه لا تفيدهُ بشيء فهو لا يستفيد من عقول الآخرين وأفكارهم.

6- إبحث عن البيئة المناسبة: عندما تريد أن تدرس إختر البيئة والمكان المناسبة، فقد يمل الإنسان من الدراسة في البيت فاذهب لمكان مناسب للدراسة في كوفي شوب وتشرب معها القهوة ممّا يجدّد خلايا المخ ويعيد النشاط لها، فالملل يقتل روح الدراسة عند الشخص فاقتل ذلك الشعور.

بقلم: وسام طلال