كيف تتطوّر ذاكرة الأطفال؟
قد تتساءلين سيدتي هل للأطفال ذاكرة بكل معنى الكلمة؟ لماذا ينسون أشياء كثيرة ويتذكرون أخرى “أقل أهمية”؟ وكيف نُدربهم فيما بعد على الحفظ والتذكّر؟
قد يكون السؤال حول كيفية تطوّر الذاكرة عند الأطفال من أهم الأسئلة التي تشغل الأهل الطامحين إلى تطوُر سليم لوعي أطفالهم.
الأكيد أن للأطفال دون السنتين ذاكرةٌ تنطبع فيها ألوان ووجوهٌ ومشاهد ولكن إلى حين. قصيرةٌ هي إذاً، لكن موجودة وتقوى تدريجياً كلما كبروا.
والأكيد كذلك أنه لا يمكن الحديث عن ذاكرة طويلة الأمد بالمعنى الحقيقي قبل أن يبلغ الطفل عامه الثالث أي عندما يصبح قادراً لفظياً على التعبير عما عاش.
وفي هذه السنّ تكون الذكريات عند الطفل كالصور الفوتوغرافية: عامرة بالانفعالات والمشاعر.
لكن هل يمكن للأهل أن يساعدوا الطفل على الاحتفاظ بالذكريات الإيجابية والحلوة من دون سواها؟
بالتأكيد لا. لكن باستطاعتهم دائماً بذل الجهود لكي يصنعوا لطفلهم ذكريات حلوة، إذ من غير المعروف كيف يختار الطفل ما يختاره من أحداث ليُخزنها كصورٍ في ذاكرته. فإذا اصطحب الأهل طفلهم في رحلة عائلية إلى شلال رائع عند قمة جبل فقد لا يتذكر منها بعد سنين سوى المسافة التي قطعها في السيارة والمشاهد التي رافقته على الطريق!
إذاً ما هو مدهش ورائع بالنسبة للأهل قد لا يكون كذلك بالنسبة للطفل. وبكلام آخر ليس للأهل أن يقرروا أي ذكريات سيُقدمون لطفلهم.
لكن باستطاعتهم تدريب طفلهم على التذكر وتحديدا تذكر الأشياء الحلوة أكثر من سواها، وذلك عبر تشجيعه على سرد ما حصل معه ما يجعله يعيشن تلك المغامرة من جديد. وبالتالي فإن مُجردَ سردِ القصة سيساعد الطفل على تخزين المشاهد في ذاكرته لأمد طويل.
كما يمكن للأهل أنفسهم أن يسرُدوا الأحداث التي رافقت المشوار مع بعض الصور التوصيفية ما يحفزّ ذاكرة الطفل على حفظ ما يسمع. فالحوار الدائم مع الطفل حول شؤونه وأموره اليومية كفيل بإغناء ذاكرته وتنميتها.
في كل الأحوال لا يبدأ تطور الذاكرة قبل أن يصبح الطفل قادراً على التعبير اللفظي عن الذي عايشه ورآه، أي ابتداء من عمر السنتين وما فوق. فهو عندما يشرح كلامياً ما رآه أو اختبره سيكون أقدر على تذّكر الحدث فيما بعد.
لا تعليق