كيفية تنمية حفظ القرآن الكريم للأطفال
يمتلك الطفل ذاكرة بيضاء نقية لم تحمل مشاغل ولا هموما مثل الكبار، وهي في نفس الوقت آلية حادة، فنرى الطفل سريع الحفظ صعب النسيان لما يحفظه في هذه السن المبكرة، ولذلك كان التعليم في وقت الطفولة أسرع وأكثر رسوخاً من أي وقت آخر من عمر الطفل.
ولكي نقف على أفضل السبل في استغلال هذه الموهبة، نطرح هذا السؤال: ماذا يحفظ أبناؤنا؟
لو تأملنا في حال كثير من أبناء المسلمين اليوم لرأينا الكثير من الأطفال يرددون الأغاني والإعلانات ويحفظون أسماء لاعبي كرة القدم، بينما حفظ القرآن الكريم أو الحديث النبوي الشريف غير مدرج في برنامجهم التربوي! ولو عاتبنا الآباء في ذلك لوجدنا أن فريقاً منهم يستصعب حفظ القرآن والنافع من العلوم إذا أضفناه للمناهج الدراسية المتخمة التي يدرسها الطفل، وفريقاً آخر لا يدرك الإمكانيات الفذة لذاكرة الطفل ويهمل استغلال هذه الملكة في النافع والمفيد الذي يثرى عقل الطفل وفكره، فلا تمتلىء ذاكرته إلا بتوافه المواد الإعلامية المتوفرة أمامها بلا ضابط أو رقيب !
فنحن أمام هذه الجوهرة التي يمتلكها أبناؤنا في المراحل الباكرة من أعمارهم، علينا مسئولية حسن استغلالها وتوظيفها لصالح الطفل في دينه ودنياه، فإذا رتبنا ما ينبغي أن نحفظه لأبنائنا جاءت الأولويات هكذا.
ولأن التعليم في الصغر كالنقش على الحجر، فإن أفضل مراحل تعلم القرآن، الطفولة المبكرة من (3 – 6) سنوات؛ حيث يكون عقل الطفل يقظًا، وملكات الحفظ لديه نقية، ورغبته في المحاكاة والتقليد قوية، والذي تولوا مسئوليات تحفيظ الصغار في الكتاتيب أو المنازل يلخصون خبراتهم في هذا المجال فيقولون: إن الطاقة الحركية لدى الطفل كبيرة، وقد لا يستطيع الجلوس صامتًا منتبهًا طوال فترة التحفيظ، ولذلك لا مانع من تركه يتحرك وهو يسمع أو يردد.
هل تريد أن تعرف أفضل طرق التخاطب مع الأطفال ؟ بلا شك إنها اللعب..فاللعب هو اللغة التي يجيدها الأطفال وهو الطريقة المثلى للوصول الى عقولهم و مداركهم..وطريق مختصر لكسب قلوبهم…على الأباء والأمهات والمربين أن يستفيدوا من هذا الميول الفطري للعب كوسيلة للتربية الحسنة …
أضع بين أيديكم إخي المربي وأختي المربية هذه اللعبة التي يمكن الإستفادة منها في تحفيظ القرآن الكريم بطريقة محببة الى الأطفال..وهي لعبة البحث عن الكلمة أو الحرف الضائع.
خطوات اللعبة:
-إختر النص القرآني الذي تريد أن يحفظه الأطفال وقسمه الى آيات.
-ردد مع الأطفال النص القرآني.
-أكتب كلمات الآية في قصصات ورق كل كلمة في قصاصة إذا كانت الآية كبيرة وكل حرف في قصاصة إذا كانت الآية صغيرة .
-إجعل الكلمات مكررة حتى يتسنى للأطفال تجميع كلمات الآية.
-وزع القصاصات في أرجاء المنزل بعيدا عن عيون الأطفال ثم أطلب منهم أن يبحثوا عنها.
-الطفل الفائز هو الذي يجمع كلمات الآية أولا.
يمكنك أخي المربي أن تنوع في طرق البحث وتضاعف من عنصر الإثارة في اللعبة:-
برسم خرائط بسيطة تدل على موضع الكلمات وعلى الأطفال أن يسترشدوا بالخريطة للوصول الى الكلمة.
أو بطريقة لغة الإشارة بحيث يستوضح الأطفال عن المكان وتكون الإجابة بطريقة الإشارة لتصف موضع الحرف مع استبعاد الإسئلة التي تكون إجابتها نعم أو لا.
وهذا توجيه نبوي للآباء والمربين، فقد أخرج الطبراني عن علىّ كرّم الله وجهه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:” أدبوا أولادكم على ثلاث خصال: حب نبيكم وحب آل بيته وتلاوة القرآن فإن حملة القرآن في ظل عرش الله يوم لا ظل إلا ظله مع أنبيائه وأصفيائه”
ولا يقتصر الأجر على الأبناء بل يمتد إلى الآباء الساعين لتعليم أبنائهم كتاب الله تعالى، فقد روى الحاكم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:” من قرأ القرآن وتعلمه وعمل به ألبس يوم القيامة تاجاً من نور ضوؤه مثل ضوء الشمس، ويكسى والداه حلتين لا يقوم بهما الدنيا، فيقولان بما كسينا هذا؟ فيقال: بأخذ ولدكما القرآن.”
وأهمية المكافأة :
الحافز المادى والمعنوى مدخل طيب لتحبيب الطفل في القرآن، وذلك بإهدائه شيئًا يحبه حتى ولو قطعة حلوى، كلما حفظ قدرًا من الآيات، وعندما يصل الطفل إلى سن التاسعة أو العاشرة يمكن أن تأخذ المكافأة طابعًا معنويًا، مثل كتابة الاسم في لوحة شرف، أو تكليفه بمهمة تحفيظ الأصغر سنًا مما حفظه وهكذا. بالمدح والثناء وتشجيعه على إلقاء ما يحفظ في المحافل العائلية وبين أصدقائه، ومادياً بمنحه الهدايا العينية أو المالية ورصدها كجائزة إذا أنجز كذا وكذا، ويروى أن صلاح الدين الأيوبي كان يتجول بين العسكر وهو في خضم المعركة فيجتاز على طفل صغير بين يدي أبيه وهو يقرأ القرآن، فاستحسن قراءته فقربه وجعل له حظاً من خاص طعامه ووقف عليه وعلى أبيه جزءاً من مزرعته.
وهذا إبراهيم بن أدهم يقول له أبوه:” يا بني اطلب الحديث فكلما سمعت حديثاً وحفظته فلك درهم” فيقول إبراهيم: ” فطلبت الحديث على هذا”
وعلينا أن نجنب الطفل معوقات الحفظ:- مثل الخوف الشديد وأنواع الانفعالات والتوترات العصبية، فإن التوترات النفسية والعصبية الحادة تمثل عائقاً عن التفكير السليم، كما أن الانفعالات الشديدة تؤثر تأثيراً بالغ لضرر على مختلف الوظائف والعمليات العقلية للفرد كالإدراك والتذكر والتفكير. كما أورد الزرنوجي رحمه الله في كتابه: تعليم المتعلم في طريق التعلم أن أسباب النسيان ترجع إلى:” المعاصي وكثرة الذنوب والهموم، والأحزان في أمور الدنيا، وكثرة الأشغال والعلائق” .
والطفل الخجول :- يحتاج إلى معاملة خاصة، فهو يشعر بالحرج الشديد من ترديد ما يحفظه أمام زملائه، ولهذا يمكن الاستعاضة عن التسميع الشفوي بالكتابة إن كان يستطيعها، وإذا كان الطفل أصغر من سن الكتابة يجب عدم تعجل اندماجه مع أقرانه، بل تشجيعه على الحوار تدريجيًا حتى يتخلص من خجله.
– شرح معاني الكلمات بأسلوب شيق، وبه دعابات وأساليب تشبيه، ييسر للطفل الحفظ، فالفهم يجعل الحفظ أسهل، وعلى الوالدين والمحفظين ألا يستهينوا بعقل الطفل، فلديه قدرة كبيرة على تخزين المعلومات.
– غرس روح المنافسة بين الأطفال مهم جدًا، فأفضل ما يمكن أن يتنافس عليه الصغار هو حفظ كتاب الله، على أن يكون المحفظ ذكيًا لا يقطع الخيط الرفيع بين التنافس والصراع، ولا يزرع في نفوس الصغار الحقد على زملائهم المتميزين.
– ومن الضروري عدم الإسراف في عقاب الطفل غير المستجيب، فيكفي إظهار الغضب منه، وإذا استطاع المحفظ أن يحبب تلاميذه فيه، فإن مجرد شعور أحدهم بأنه غاضب منه؛ لأنه لم يحفظ سيشجعه على الحفظ حتى لا يغضب.
– على المحفظ محاولة معرفة سبب تعثر بعض الأطفال في الحفظ “هل هو نقص في القدرات العقلية أم وجود عوامل تشتيت في المنزل” وغير ذلك بحيث يحدد طريقة التعامل مع كل متعثر على حدة.
– من أنسب السور للطفل وأيسرها حفظًا قصار السور؛ لأنها تقدم موضوعًا متكاملاً في أسطر قليلة، فيسهل حفظها
– وللقرآن الكريم فوائد نفسية جمة، فهو يُقوِّم سلوكه ولسانه، ويحميه من آفات الفراغ .
أهمية دور الأم في تنمية حفظ القرآن لدى الطفل:
… يقول أحد معلمي القران في أحد المساجد … أتاني ولد صغير يريد التسجيل في الحلقة … فقلت له: هل تحفظ شيئاً من القرآن؟ فقال نعم
فقلت له: اقرأ من جزء عم فقرأ … فقلت: هل تحفظ سورة تبارك؟ فقال: نعم فتعجبت من حفظه برغم صغر سنه …
فسألته عن سورة النحل؟ فإذا به
يحفظها فزاد عجبي … فأردت أن أعطيه من السور الطوال فقلت: هل تحفظ البقرة؟ فأجابني بنعم وإذا به يقرأ ولا يخطئ … فقلت: يا بني هل تحفظ القرآن؟؟؟ فقال: نعم!! سبحان الله وما شاء الله تبارك الله …
طلبت منه أن يأتي غداً ويحضر ولي أمره … وأنا في غاية التعجب!!! كيف يمكن أن يكون ذلك الأب …
فكانت المفاجأة الكبرى حينما حضر الأب !!! ورأيته وليس في مظهره ما يدل على التزامه بالسنة… فبادرني قائلاً: أعلم أنك متعجب من أنني والده!!! ولكن سأقطع حيرتك … إن وراء هذا الولد امرأة بألف رجل … وأبشرك أن لدي في البيت ثلاثة أبناء كلهم حفظة للقرآن …
وأن ابنتي الصغيرة تبلغ من العمر أربع سنوات تحفظ جزء عم فتعجبت وقلت: كيف ذلك!!!
فقال لي ان أمهم عندما يبدئ الطفل في الكلام تبدأ معه بحفظ القرآن وتشجعهم على ذلك … وأن من يحفظ أولاً هو من يختار وجبة العشاء في تلك الليلة … وأن من يراجع أولاً هو من يختار أين نذهب في عطلة الأسبوع … وأن من يختم أولاً هو من يختار أين نسافر في الإجازة … وعلى هذه الحالة تخلق بينهم التنافس في الحفظ والمراجعة …
نعم هذه هي المرأة الصالحة التي إذا صلحت صلح بيتها … وهي التي أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم باختيارها زوجة من دون النساء … وترك ذات المال والجمال والحسب فصدق رسول الله عليه الصلاة والسلام … فهنيئاً لها حيث أمّنت مستقبل أطفالها بأن يأتي القرآن شفيعاً لهم يوم القيامة …
قال صلى الله عليه وسلم (يقال لصاحب القرآن يوم القيامة اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في دار الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرؤها). رواه ابن حبان. فتخيلي تلك الغالية وهي واقفة يوم المحشر … وتنظر إلى أبنائها وهم يرتقون أمامها وإذا بهم قد ارتفعوا إلى أعلى منزلة … ثم جيء بتاج الوقار ورفع على رأسها … الياقوتة فيه خير من الدنيا وما فيها … فماذا سيفعل بأبنائنا إذا قيل لهم اقرؤوا؟؟؟ إلى أين سيصلون؟؟؟ وهل ستوضع لنا التيجان؟؟؟ إذا نصبت الموازين كم في ميزان أبنائك من أغنية؟؟؟ وكم من صورة خليعة؟؟؟ وكم من بلوتوث فاضح؟؟؟ بل كم من عباءة فاتنة؟؟؟ كل هذا سيكون في ميزان آبائهم وأمهاتهم،
قال الرسول صلى الله عليه وسلم (كلكم راع فمسؤول عن رعيته فالأمير الذي على الناس راع وهو مسؤول عنهم والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عنهم والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي مسؤولة عنهم والعبد راع على مال سيده وهو مسؤول عنه ألا فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) رواه البخاري.
فالله ما أعطانا الذرية حتى نكثر من يعصيه!!! ولكن ليزداد الشاكرون الذاكرون فهل أبنائنا منهم؟؟؟ فمن الآن ابدأي ببرنامج هادف مع أبنائك أو أخواتك … ولتكن هذه الأحرف والآيات في ميزانك … صفقة لن تندمي معها أبداً.
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم (تُنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك) رواه البخاري. وقال عليه الصلاة والسلام (الدنيا متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة) رواه مسلم.
1- حفظ القرآن الكريم:
وهذه أهم الوسائل الفعالة لكي أيتها الأم المسلمة لكي تنمى حفظ القرآن لدى طفلك …
ولعلنا نخاطب الام أكثر لارتباط الطفل بها خصوصا في مراحل الطفولة المبكرة .
وكل الأفكار لا تحتاج لوقت طويل (5-10 دقائق)، وينبغي احسان تطبيق هذه الافكار بما يتناسب مع وضع الطفل اليومي
كما ينبغي المداومة عليها وتكرارها وينبغي للأبوين التعاون لتطبيقها.
استمعي للقران وهو جنين:
الجنين يتأثر نفسيا وروحيا بحالة الام وما يحيط بها اثناء الحمل فاذا ما داومت الحامل على الاستماع للقران فانها ستحس براحة نفسية ولا شك وهذه الراحة ستنعكس ايجابا على حالة الجنين. لان للقران تأثيرا روحيا على سامعه وهذا التأثير يمتد حتى لمن لا يعرف العربية فضلا عمن يتقنها.
راحتك النفسية اثناء سماعك للقران = راحة الجنين نفسه
استماعك في فترة محددة وان تكن قصيرة نسبيا تؤثر عليك وعلى الجنين طول اليوم
استمعي للقران وهو رضيع:
من الثابت علميا ان الرضيع يتأثر بل ويستوعب ما يحيط به فحاسة السمع تكون قد بدأت بالعمل الا ان هذه الحاسة عند الكبار يمكن التحكم بها باستعادة ما خزن من مفردات. اما الرضيع فانه يخزن المعلومات والمفردات لكنه لا يستطيع استعادتها او استخدامها في فترة الرضاعة غير انه يستطيع القيام بذلك بعد سن الرضاعة. لذلك فان استماع الرضيع للقران يوميا لمدة 5-10 دقائق (وليكن 5 دقائق صباحا واخرى مساءا) يزيد من مفرداته المخزنه مما يسهل عليه استرجاعها بل وحفظ القرآن الكريم فيما بعد.
أقرئي القرآن امامه (غريزة التقليد):
هذه الفكرة تنمي عند الطفل حب التقليد التي هي فطر فطر الله الانسان عليها فــ (كل مولود يولد على الفطرة فأبواه …)
ان قرائتك للقران امامه او معه يحفز بل ويحبب القرآن للطفل بخلاف ما لو امرتيه بذلك وهو لا يراك تفعلين ذلك. ويكون الامر أكمل ما لو اجتمع الام والاب مع الابناء للقراءة ولو لفترة قصيرة.
اهديه مصحفا خاص به:
ان اهدائك مصحفا خاصا لطفلك يلاقي تجاوبا مع حب التملك لديه. وان كانت هذه الغريزة تظهر جليا مع علاقة الطفل بألعابه فهي ايضا موجودة مع ما تهديه اياه. اجعليه إذا مرتبطا بالمصحف الخاص به يقرأه ويقلبه متى شاء.
اجعلي يوم ختمه للقران يوم حفل:
هذه الفكرة تربط الطفل بالقرآن من خلال ربطه بشيء محبب لديه لا يتكرر الا بختمه لجزء معين من القرآن. فلتكن حفلة صغيرة يحتفل بها بالطفل تقدم له هدية بسيطة لانه وفى بالشرط. هذه الفكرة تحفز الطالب وتشجع غيره لانهاء ما اتفق على انجازه.
قصي له قصص القرآن الكريم:
يحب الطفل القصص بشكل كبير فقصي عليه قصص القرآن بمفردات واسلوب يتناسب مع فهم ومدركات الطفل. وينبغي ان يقتصر القصص على ما ورد في النص القرآني ليرتبط الطفل بالقرآن ولتكن ختام القصة قراءة لنص القرآن ليتم الارتباط ولتنمي مفردات الطفل خصوصا المفردات القرآنية.
أعدي له مسابقات مسلية من قصار السور (لمن هم في سن 5 او أكثر):
هذه المسابقة تكون بينه وبين اخوته او بينه وبين نفسه.
كأسئلة واجوبة متناسبة مع مستواه.
فمثلا يمكن للام ان تسأل ابنها عن :
كلمة تدل على السفر من سورة قريش؟ ج رحلة
فصلين من فصول السنة ذكرا في سورة قريش؟ ج الشتاء والصيف
اذكر كلمة تدل على الرغبة في الاكل؟ ج الجوع
او اذكر الحيوانات المذكورة في جزء عم او في سور معينه ؟
وهكذا بما يتناسب مع سن وفهم الطفل.
مسابقة اين توجد هذه الكلمة:
فالطفل يكون مولعا بزيادة قاموسه اللفظي. فهو يبدأ بنطق كلمة واحدة
ثم يحاول في تركيب الجمل من كلمتين او ثلاث فلتكوني معينة له في زيادة قاموسه اللفظي وتنشيط ذاكرة الطفل بحفظ قصار السور
والبحث عن مفردة معينة من خلال ذاكرته. كأن تسأليه اين توجد كلمة الناس او الفلق وغيرها.
اجعلي القرآن رفيقه في كل مكان:
يمكنك تطبيق هذه الفكرة بأن تجعلي جزء عم في حقيبته مثلا. فهذا يريحه ويربطه بالقرآن خصوصا في حالات التوتر والخوف فانه يحس بالامن ما دام معه القرآن على أن تيعلم آداب التعامل مع المصحف.
اربطيه بالوسائل المتخصصة بالقرآن وعلومه:
(القنوات المتخصصة بالقرآن، اشرطة، اقراص، مذياع وغيرها)
هذه الفكرة تحفز فيه الرغبة في التقليد والتنافس للقراءة والحفظ خصوصا إذا كان المقرءون والمتسابقون في نفس سنه ومن نفس جنسه. رسخي في نفسه انه يستطيع ان يكون مثلهم او أحسن منهم إذا واظب على ذلك.
اشتري له اقراص تعليمية:
يمكنك استخدام بعض البرامج في الحاسوب لهذا الهدف كالقارئ الصغير او البرامج التي تساعد على القراءة الصحيحة والحفظ من خلال التحكم بتكرار الاية وغيره.
كما ان بعض البرامج تكون تفاعلية فيمكنك تسجل تلاوة طفلك ومقارنتها بالقراة الصحيحة.
شجعيه على المشاركة في المسابقات (في البيت/المسجد/المكتبة/المدرسة/البلدة):
ان التنافس امر طبيعي عند الاطفال ويمكن استغلال هذه الفطرة في تحفيظ القرآن الكريم. اذ قد يرفض الطفل قراءة وحفظ القرآن لوحده لكنه يتشجع ويتحفز إذا ما دخل في مسابقة او نحوها لانه سيحاول التقدم على اقرانه كما انه يحب ان تكون الجائزة من نصيبه. فالطفل يحب الامور المحسوسة في بداية عمره لكنه ينتقل فيما بعد من المحسوسات الى المعنويات. فالجوائز والهدايا وهي من المحسوسات تشجع الطفل على حفظ القرآن الكريم قد يكون الحفظ في البداية رغبة في الجائزة لكنه فيما بعد حتما يتأثر معنويا بالقرآن ومعانيه السامية.
كما ان هذه المسابقات تشجعه على الاستمرار والمواظبة فلا يكاد ينقطع حتى يبدأ من جديد فيضع لنفسه خطة للحفظ. كما ان احتكاكه بالمتسابقين يحفزه على ذلك فيتنافس معهم فان بادره الكسل ونقص الهمة تذكر ان من معه سيسبقوه فيزيد ذلك من حماسه.
سجلي صوته وهو يقرأ القرآن:
فهذا التسجيل يحثه ويشجعه على متابعة طريقه في الحفظ بل حتى إذا ما نسي شي من الآيات او السور فان سماعه لصوته يشعره انه قادر على حفظها مرة اخرى. اضيفي الى ذلك إنك تستطيعين إدراك مستوى الطفل ومدى تطور قرائته وتلاوته.
شجعيه على المشاركة في الاذاعة المدرسية والاحتفالات الأخرى:
مشاركة طفلك في الاذاعة المدرسية خصوصا في تلاوة القرآن- تشجع الطفل ليسعى سعيا حثيثا ان يكون مميزا ومبدعا في هذه التلاوة. خصوصا إذا ما سمع كلمات الثناء من المعلم ومن زملائه. وينبغي للوالدين ان يكونا على اتصال بالمعلم والمسؤول عن الاذاعة المدرسية لتصحيح الاخطاء التي قد يقع فيها الطفل وليحس الطفل بانه مهم فيتشجع للتميز أكثر.
استمعي له وهو يقص قصص القرآن الكريم:
من الاخطاء التي يقع فيها البعض من المربين هو عدم الاكتراث بالطفل وهو يكلمهم بينما نطلب منهم الانصات حين نكون نحن المتحدثين. فينبغي حين يقص الطفل شيئا من قصص القرآن مثلا ان ننصت اليه ونتفاعل معه ونصحح ما قد يقع منه في سرد القصة بسبب سوء فهمه للمفردات او المعاني العامة. كما ان الطفل يتفاعل بنفسه اكثر حين يقص هو القصة مما لو كان مستمعا اليها فان قص قصة تتحدث عن الهدى والظلال او بين الخير والشر فانه يتفاعل معها فيحب الهدى والخير ويكره الظلال والشر. كما ان حكايته للقصة تنمي عنده مهارة الالقاء و القص . والاستماع منه ايضا ينقله من مرحلة الحفظ الى مرحلة الفهم ونقل الفكرة ولذلك فهو سيحاول فهم القصة اكثر ليشرحها لغيره اضافة الى ان هذه الفكرة تكسبه ثقة بنفسه فعليك بالانصات له وعدم اهماله او التغافل عنه.
حضيه على امامة المصلين (خصوصا النوافل):
ويمكن للام ان تفعل ذلك كذلك مع طفلها فب بيتها فيأم الاطفال بعضهم بعضا وبالتناوب او حتى الكبار خصوصا في نوافل.
اشركيه في الحلقة المنزلية:
ان اجتماع الاسرة لقراءة القرآن الكريم يجعل الطفل يحس بطعم وتأثير اخر للقران الكريم لأن هذا الاجتماع والقراءة لاتكون لأي شيء سوى للقران فيحس الطفل ان القرآن مختلف عن كل ما يدور حوله. ويمكن للأسرة ان تفعل ذلك ولو لـ 5 دقائق.
ادفعيه لحلقة المسجد:
هذه الفكرة مهمة وهي تمني لدى الطفل مهارات القراءة والتجويد اضافة الى المنافسة.
اهتمي بأسئلته حول القرآن:
احرصي على اجابة أسئلته بشكل مبسط وميسر بما يتناسب مع فهمه ولعلك ان تسردي له بعضا من القصص لتسهيل ذلك.
وفري له معاجم اللغة المبسطة (10 سنوات وما فوق):
وهذا يثري ويجيب على مفردات الام والطفل. مثل معجم مختار الصحاح والمفدات للاصفهاني وغيرها.
وفري له مكتبة للتفسير الميسر(كتب، اشرطة، أقراص):
ينبغي ان يكون التفسير ميسرا وسهلا مثل تفسير الجلالين او شريط جزء عم مع التفسير. كما ينبغي ان يراعى الترتيب التالي لمعرفة شرح الايات بدءا بالقرآن نفسه ثم مرورا بالمفردات اللغوية والمعاجم وانتهاءا بكتب التفسير. وهذا الترتيب هدفه عدم حرمان الطفل من التعامل مباشرة مع القرآن بدل من الاتكال الدائم الى اراء المفسرين واختلافاتهم.
اربطيه باهل العلم والمعرفة:
ملازمة الطفل للعلماء يكسر عنده حاجز الخوف والخجل فيستطيع الطفل السؤال والمناقشة بنفسه وبذلك يستفيد الطفل ويتعلم وكم من عالم خرج الى الامة بهذه الطريقة.
ربط المنهج الدراسي بالقرآن الكريم:
ينبغي للأم والمعلم ان يربطا المقررات الدراسية المختلفة بالقرآن الكريم كربط الرياضيات بآيات الميراث والزكاة وربط علوم الاحياء بما يناسبها من ايات القرآن الكريم وبقية المقررات بنفس الطريقة.
– ربط المفردات والاحداث اليومية بالقرآن الكريم
فان اسرف نذكره بالآيات الناهية عن الاسراف واذا فعل اي فعل يتنافى مع تعاليم القرآن نذكره بما في القرآن من ارشادات وقصص تبين الحكم في كل ذلك.
كيف نستفيد من هذه الأفكار:
-اكتبي جميع الافكار في صفحة واحدة.
– قسميها حسب تطبيقها (سهولتها وامكانية تطبيقها) واستمري عليها.
– التزمي بثلاث افكار ثم قيمي الطفل وانقليها لغيرك لتعم الفائدة
– انتقلي بين الافكار مع تغير مستوى الطفل.
– واخيرا الدعاء الدعاء للإخراج جيل قراني مرتبط بالقرآن تربية وسلوكا علما وعملا.
2- الحديث النبوي الشريف:
يلي القرآن في الأهمية الحديث النبوي الشريف، فيختار الأب أو المربى الأحاديث الصحيحة ذات العبارة القصيرة والمعنى السهل المناسب لمرحلة الطفولة، ولنضرب مثالاً بما أخرجه الترمذي عن ربيعة بن شيبان قال: قلت للحسن بن على رضي الله عنه: ما حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال:حفظت منه:” دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فإن الصدق طمأنينة والكذب ريبة”.
ومن طريف ما يروى في حفظ الأطفال للحديث النبوي الشريف أن الإمام مالك كانت له ابنة قد حفظت موطأه، وكانت تقف خلف الباب أثناء درسه فإذا أخطأ أحد تلامذته في الحديث نقرت الباب فيفطن مالك فيرد عليه.!
3- الأذكار والأدعية:
كدعاء الطعام ودخول الحمام وأدعية النوم والاستيقاظ وركوب المواصلات، وأذكار الصلاة في الركوع والسجود، ومن أهمها أذكار الصباح والمساء، ومن أحسن وسائل تحفيظ الصغار الأدعية والأذكار الراتبة، رؤيتهم وسماعهم للكبار يرددونها في أوقاتها بشكل دائم ومستمر، وحفظها عنهم بالتلقي، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كنت عند خالتي ميمونة فأتاه المؤذن فخرج إلى الصلاة وهو يقول:”اللهم اجعل في قلبي نوراً، واجعل في لساني نوراً، ومن أمامي نوراً، واجعل من فوقى نوراً ومن تحتي نوراً، اللهم أعظم لي نوراً”. رواه ابن خزيمة .
4- حفظ الأشعار والأناشيد الإسلامية الهادفة:
لا بأس بحث الطفل على حفظ بعض الأشعار الهادفة والقصائد القصيرة المختارة من الشعر العربي الأصيل، والتي من شأنها أن تنمى فيهم فصاحة اللسان وتبث روح الحماسة في نفوسهم نحو الدين والولاء والبراء لله ولرسوله وللمؤمنين، متجنباً الأشعار الماجنة والخليعة ويدخل في معناها الأغاني الهابطة المنتشرة في وقتنا الحاضر، وللمربين سعة في ديوان الشافعي مثلاً أو شعر مصطفى صادق الرافعي، أو يوسف القرضاوي، وغيرها من دواوين الشعر الرصين القديم والمعاصر.
ولا بأس بحفظ بعض الأناشيد الإسلامية الهادفة المروحة عن النفس، لما فيها من نغمات حلوة تسعد النفس وتزكيها كما أنها من الأساليب الشيقة التي نوصل من خلالها القيمة والمعلومة النافعة للطفل.
ويمكن أن يحفظ الطفل بعض عبارات السلف الصالح المتضمنة على التوجيه نحو أدب معين، أو الوعظ، أو نحو ذلك مثل مواعظ ابن مسعود رضي الله عنه حيث يقول:” من أعطى خيراً فالله أعطاه، ومن وقى شراً فالله وقاه.
بقلم: أحمد الكردى
ما شاء الله، تبارك الله. شكراً على المقالة المفيدة. بارك الله بجهودكم